الحالمون واليوم الوطني

 
الحالمون واليوم الوطني  

(نحن الحالمون) تحقق حلمنا باستضافة كأس العالم في قطر بعام ٢٠٢٢ بنسخة متفردة يصعب تكرارها

لقد اقتنصنا الفرص وتجاوزنا التحديات نحو النجومية العالمية بقصة تروى وتكتب ونموذج يُدرس ويُحتذى متفوقين بتنظيمها على دول العالم التي سبقتنا  بعد أن حققنا أرقاماً قياسية إدارةً وحضوراً جماهيريًا ومرد ذلك بأن ما أُنجز وليد رؤية وطنية ثاقبة وعزيمة ثابته وغايات واستراتيجيات وطنية يقودها طموح القياده والمشاركة الشعبية إنه الالتحام الحقيقي على المستويين الرسمي والشعبي الذي أثبتته مواقف ووقفات سابقة لهذين المكونين  في دولة تخطت الصعاب لتبلُغ المحال لقد زرعت قطر وحصدت وطن واتعبت من بعدها ولسان حال الشعب القطري يقول؛-

‎إذَا مَا  طَمَحْـتُ  إلِـى  غَـايَةٍ       
‎رَكِبْتُ  الْمُنَى  وَنَسِيتُ   الحَذَر

وانطلاقاً من واحة الأمان الدولة الصغيرة بمقياس الخرائط الدولية الكبيرة قدراً في (الرؤية المكانية) والمتميزة تخطيطاً بالخطة العمرانية على الرقعة الجغرافية في وطن استهدف رفاه الإنسان في التركيبة الديمغرافية لتحقيق تنمية وطنية شاملة بدأت منذ الشروع بإعداد أول مسودة لاستراتيجية التنمية الوطنية عام ٢٠٠٩ لحين اعتمادها بمطلع  ٢٠١١  لتأتي جميع النتائج الاستراتيجية محققة للآمال على مستوى (البنية  الفوقية) المؤسساتية الثقافية وبنى السلطة السياسية والأدوار الاجتماعية ،،

وبذات الغاية تحقق الإنجاز على مستوى (البنية التحتية) والتي شُيدت باعتمادها الأنفاق والجسور والطرق السريعة وشبكات النقل والاسطولين البحري والجوي منطلقة من مينائي حمد ومطار حمد في بنية تحتية سبق إعدادها واعتمادها فوز قطر باستضافة كأس العالم لأن الهدف والغاية الوطنية العليا ؛
 
(تنمية مستدامة ووطن حديث ومزدهر ودولة عصرية تحقق العيش الكريم لأجيال قطر جيل بعد جيل)

( أثمر الحصاد) عندما حققت الدولة بهاتين البنيتين بنية أُحادية  فوقية وتحتية متكاملة الأركان لتحققان معاً بعد فوز قطر باستضافة كأس العالم ٢٠٢٢ قيمة مضافة ببنية تحتية إضافية جاذبة للاستثمارات العالمية ورؤوس الأموال التي تبحث عن ملاذات آمنه فوجدت ملاذها في قطر فشُيدت الملاعب والمرافق المصاحبة للحدث من فنادق ومنتجعات سياحية وترفيهية ليكتمل العقد ليظهر مونديال قطر بأبهى حُلة.
  
لقد حقق المونديال غاياته بالنسخة القطرية وأبهر الغائبين عنه قبل الحاضرين إليه وأخرس ألسن المرجفين وأضغاث أحلامهم ورد كيد الحاقدين في نحورهم وأطلق ألسنةٌ تتغنى وتتولى الرد نيابة عن أبناء الشعب القطري الذي تضرر كثيراً في السنوات الماضيه ليحصد بصموده وتحديه قطافٌ حان أوانه بأصداء واسعة تلقفتها وسائل الإعلام العالمية  إشادة بهذا التنظيم وبانفتاح دولة قطر على الآخر وسماحة الخلق وإكرام الضيف الذي تحلى به الشعب القطري وجميع من يقيم على أرض قطر فلم يجدوا ذو فاقة يسأل الناس إلحافا أو متسولا أو سارقاً خارقا للأمن بل وجدوا أمناً وأماناً قال لهم أهل الدار فيه ادخلوها بسلام آمنين منذ أطلق افتتاحيتها سمو الأمير بتحية الإسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

 (قطفنا الثمر وتركنا الأثر) وحققنا الإرث عندما وضعت (اللجنة العليا للمشاريع والإرث) أوزارها بعد فوز قطر بالاستضافة ، و تجسد الحلم نجاحاً بالعمل الدؤوب لأبناء قطر المخلصين و من عمل معهم تحت لواء قطر 2022  وآخرين ، ليكون الإنجاز إرثاً عظيما لدولة قطر وأجيالها القادمة ولدول الخليج وللمنطقة العربية والمنظومة الإسلامية بأسرها فألف شكر لمن عمل وأخلص عملا.

وضعت قطر ومن صدحوا we are the dreamers (بصمة الإبهام) والإلهام على خرائط الأطلس الدولي وجعلوا محركات جوجل تدور على أرض قطر منطلقة من (سوق واقف) مستكشفة وطن صغير بحلم كبير في خليجه العربي الأثير الذي دعى له الرب في مُحكم كتابة العزيز "فاجعل  أفئدة من الناسِ تأوي إليهم"  واضعة  نصب عينها الحلم العربي والدين الإسلامي وغرسته بين القرنية والشبكية فى(بؤبؤ الرؤية العالمية).


وبين منظومتي التوازنات والتحديات والفرص حققت دولة قطر التوازن الأهم بين التوازنات الخمسة برؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ عندما وازنت بين (التحديث والمحافظة على التقاليد) وقلبت الموازين الكروية بالقوة الناعمة في بلد منفتح على العالم احترم فيه الحضور تعاليمه الدينية والقيم التي تربى عليها المجتمع وعاداته وتقاليده انطلاقاً من مبدأً بأن  من يحترم نفسه يحترمه الآخر في عالم تسوده اليوم شريعة الغاب ولايحُترم فيه إلا القوي  .

لقد تجاوزنا بقوتنا الناعمة الرسائل السياسية والأجندات النظامية ونُذكر الجميع بإنه إن عُدتم عُدنا وسنقف رسمياً وشعبياً تجاه أي تطاول أو تدخل بشأننا الداخلي و سيادة دولتنا وهذا مانتوقعه وعلينا أن نعد له العدة ولانركن لما حققناه من نجاح .

لقد وضعنا أساس للأخلاقيات التي يجب أن تتحلى بها المجتمعات وكيف تتصرف ، فقد كان التحدي الحقيقي هو تحدي الطقوس الدولية المخالفة للفطرة السوية لقد صعدنا ونجحنا  في تعزيز القيم الأخلاقية كما قال الشاعر الوطني؛
(فوق اصعدي فوق اصعدي إيه ابعدي إيه ابعدي إيه اصعدي فوق الثريا والجدي إيه ابعدي إيه ابعدي وهذي عوايدها قطر)

(نحن الحالمون) انطلق حلمنا ليصبح واقعا بعد إثنى عشر عاما فرب الخير لايأتي إلا بخير (وربُ البيت) وجه الخير صاحب العزيمة والإرادة حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حلم ونفذ وتحقق حلمه الذي انطلق من استاذ البيت ووحد صوت جميع الحضور من الحالمون العرب والمسلمون مع الشعب القطري الذين افتتحوا المونديال برسالة انسانية للبشرية جمعاء؛
 "يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"

لقد وجهت العائلة الحاكمة نموذجاً يحتذى لقيم العائلة القطرية بعدة رسائل انطلاقاً من أًسرة حضرة صاحب السمو الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني  بشقيها العائلي والوطني الحالم الباني لنهضة قطر الحديثه ، و صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند رائدة العمل الاجتماعي والإنساني والتعليم الحديث ‏مربية القادة والأجيال أم قادة المونديال الداعمة لصفوف القيادة بجميع مستوياتها بين ابناءها القطريين.

ونحن الحالمون ابناء قطروجنوده الوطنية نعلم تمام العلم بأن (حمد بانيها وتميم حاميها) وإن صاحبة السمو والدة الأمير وإخوانه قادة المونديال  ينطبق عليها قول الشاعر ؛
الأُمُ مدرسةً إذا اعددتها 
أعددت شعباً طيب الأعراق 

ويأتي على رأس الهرم القيادي  ؛
حضرة صاحب ‏السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر أمير التحدي أمير المونديال متمم المسيرة حامي الوطن وقائد التغيير صانع النجاح لقطر وشعبها،،

وينطلق دور شقيقة وعضيده صاحب السمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير في دعم دفة القيادة مسدداً ومراقباً ومتابعاً في الذود عن حياض الوطن وسلامة أراضيه  ،،

ويأتي دور المستشار المؤتمن صاحب السمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني  (اللعيب المحترف) في قيادة وإدارة خلية المونديال مجسداً بشعار (لعيب) القيم الوطنية والتقاليد القطرية والروح الرياضية التي ظهر بها المونديال ، ولم يُغفل القيم الإنسانية مستشعرا حاجة الشعوب المستضعفة بشاشات تنقل بالبث المباشر المباريات من سوريا إلى بنجلاديش لمشاركة اخوتهم في الإنسانية بلحظة فرح تدخل السرور في نفوسهم وتنسيهم ألم الفاقة وويلات الحروب بارك الله سعيك،

وانطلق دور إخوته شداً لعضد الأخوة والوطن فسعادة الشيخ جوعان بن  حمد آل ثاني وسعادة الشيخ محمد بن حمد ال ثاني حاملي لواء الشعلة وعلم المونديال وتجهيز الملف المونديالي  يعملون بجد منذ الإعلان حتى انطلاق البطولة وبهم نفتخر ،

ولسعادة الشيخ خليفه بن حمد آل ثاني كلمة شكر حامل لواء الملف الأمني الذي نجح نجاح منقطع النظير في إدارة وإحكام الملف الأمني مع جميع الطواقم الأمنية والتطوعية.

فمن أجل قطر نجحنا  ولأجل قطر سنستمر وفي قطر ومن قطر سننطلق بحلة جديدة بعد المونديال .

 فألف شكر لأسرة عريقة تقود وطن وشعبٌ وفي .

وخلف هذا الانجاز تقف (حكومة قطر) وعلى رأسها معالي الشيخ خالد بن خليفه  آل ثاني  ونوابه وطاقمه الحكومي من أعلى قمة الهرم التنظيمي حتى قاعدته فشكراً لمن  عمل بصمت ويقضي الليل والنهار في خلية عمل ظهرت إنجازاتها على  أرض الوطن،

والشكر موصول للشعب القطري والمقيم الوفي الذي صمد وتحدى وكسر القيود لأن إرادة الحياة  تتطلب  منه الاستجابة لنداء الوطن والتي عبر عنها الشاعر بقوله ؛

إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاةَ 
فَلا  بُدَّ  أنْ  يَسْتَجِيبَ   القَـدَر

‎وَلا بُـدَّ  لِلَّيـْلِ أنْ  يَنْجَلِــي   
‎وَلا  بُدَّ  للقَيْدِ  أَنْ   يَـنْكَسِـر

‎أُبَارِكُ  في  النَّاسِ  أَهْلَ  الطُّمُوحِ 
وَمَنْ  يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ  الخَطَـر

‎وأَلْعَنُ  مَنْ  لا  يُمَاشِي  الزَّمَـانَ        
‎وَيَقْنَعُ  بِالعَيْـشِ  عَيْشِ  الحَجَر

‎هُوَ الكَوْنُ  حَيٌّ ، يُحِـبُّ  الحَيَاةَ        
‎وَيَحْتَقِرُ  الْمَيْتَ  مَهْمَا  كَـبُر

وأخيراً،،  انطلقت صافرة بداية المونديال العالمي بالعشرين من نوفمبر من استاد البيت (بيتُ الشعر) رمز الضيافة الشاهد الحاضر على ماضي الوطن وأجيال تعاقبت عليه وأصبحت اليوم حاضرةً في الذاكرة العالمية في ثنائية تجمع بين شمال قطر وجنوبها تدمج بتصاميمها بين البحر بتصميم استاد الجنوب في مدينة الوكره مع الصحراء من استاد البيت في مدينة الخور مع حفر الكود الدولي لقطر في ذاكرة الشعوب من استاد 974 أمام ميناء الدوحة.

فشُكراً لمن وضع الرؤية  "غاية عليا" ولمن نال شرف المشاركة في إعدادها .

نحن الحالمون نعيش حلما لانريد أن تستفيق منه ، حلم سيستمر بإذن الله لننطلق من الاستراتيجية الوطنية الثالثة والأخيره للأعوام ٢٠٢٣-٢٠٣٠ نحو العالمية بحوكمة الاستراتيجية بمحركي الإعلام والسياحه لنضع معاً بنية فوقية للإعلام وبنية تحتية للسياحه بمقود يحركه رأس المال البشري الوطني الذي أثبت نجاحاً منقطع النظير في إدارته لخلية الكأس والتي يلزمنا بعده تعاوناً بِين المجلسين لتغيير العقيدة المؤسسية وبعض القواعد والمحركات لإنطلاقة أحسن نحو غدٍ أفضل .

ومسك الختام وبالمسك الذي استقبلنا به الوفود وفي (يوم قطر الوطني) الثامن عشر من ديسمبر ٢٠٢٢ و من الدوحة عاصمة قطر ومن استاد الوسيل سيسدل الستار و سيُختتم كأس الكؤوس  وسيُكرسُ الحدث الختامي يوم قطر الوطني في المشهد التاريخي وسيغرسهُ بذاكرة الشعوب وفي الذكرى العالمية للمونديالات الدولية.
 

ونرفع بهذا المقام للقيادة وللشعب القطري أسمى التهاني والتبريكات  بيومهم الوطني وعُرسهم الكروي .

ولأن وحدتنا مصدر قوتنا تحقق المحال والمجد للرجال وعليك العيد يابلادي بالمبارك .

"بالمبارك"
نقولها وقد كسرنا القيود وعقدنا العزم وأنجزنا الوعد وبنينا المجد ونحن أبناء قطر على الوعد اليوم والغد بدأنا باسم الله ونختمها بالحمدلله


فاطمة بنت راشد الخاطر 
خبير في شؤون الاستراتيجيات والسياسات وحقوق المواطنة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنظمات الأممية والتدخل في سيادة الدول ١-٢

وقفة متأنية بين حقوق العمّال وحقوق أصحاب العمل