" وقفة إحتجاجيه"

الجمعه 2 أغسطس 2024م

"وقفة احتجاجية"


تتخذ الأمم المتحدة بموقعها الرسمي شعاراً لها؛ (من أجل السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة).  


فأين نحن اليوم من هذه الشعارات؟


فالشعوب  في محيطنا الإقليمي تفتقد لأدنى مقومات الأمن والأمان بسبب تقاعس منظمتكم والأمركة الصهيونية للنظام العالمي.


ولدينا جملة من الأسئلة ونريد عليها إجابة لنقف على أرضية مشتركة ومسافة واحدة ‏من تطبيق القانون العام وحفظ السلم والأمن للجميع وصون كرامة حقوق الإنسان من الإنتهاك بعد أن انتُهِكت سيادة الدول وحدودها المرسمة وسلطتها على شؤونها الداخلية وأُهدرت كرامة الإنسان وحرقت أرضه ورجعت به عجلة الزمن إلى عصور الفاشية والنازية:


فأين الأمم المتحدة التي شكلت العديد من معاهداتها الأساس القانوني الذي يحكم العلاقات بين الدول؟


‏وأين ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على أن تقدم المنظمة المساعدة في تسوية المنازعات

الدولية بالوسائل السلمية بما في ذلك التحكيم والتسوية القضائية؟


‏وأين المعاهدات التي تتناول طائفة واسعة في مجال حقوق الإنسان ونزع السلاح

وحماية البيئة؟


‏وأين دورالجمعية العامة كمنتدى معني باعتماد المعاهدات المتعددة الأطراف ودور ممثلي

كل دولة عضو في الأمم المتحدة ‏تجاهها ، الجمعية التي تعد الهيئة الدولية الرئيسية بشأن  المسائل المتعلقة بالقانون الدولي نحو المعاهدات المتعددة الأطراف التي وقعت عليها الدول الأعضاء ومنها:


• اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية (1948).


• الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (1965).


• العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (1966).


• العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1966) وبروتوكولهاالاختياري  الملحق عام 2008.


• اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (1979).

 

• اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (1982).


• اتفاقية حقوق الطفل (1989).

 

• معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (1996).


• الإتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب (1999).


• الإتفاقية الدولية لقمع أعمال الإرهاب النووي (2005).


• إتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (2006).


• إتفاقية الأمم المتحدة بشأن عقود النقل الدولي للبضائع كلياً أو جزئياً عن طريق البحر(2008).


للمشرعين الدوليين نقول وضعت القوانين لتحترم


1. فالقانون الدولي العام عند وضعه بعد الحرب العالمية الثانية يختلف عن القوانين الداخلية للدول ولا يتمتع بسلطات تشريعية أو تنفيذية أو قضائية مركزية فكان المصدرالرئيسي له المعاهدات والقرارات الملزمة للمنظمات الدولية والقانون العرفي ويمكن تنفيذه من قبل جهة واحدة أو ما يعرف باسم "التنفيذ الأحادي" ، رداً على فعل غير مشروع دولياً وتخضع فيه العلاقات القانونية بين الدول لمبدأ المساواة في السيادة ويحكمه مبدأ المعاملة بالمثل ، وهو طابع تعاقدي عرفي إلا أن معظم هذه القواعد والقوانين لم تكن ملزمة ، بل هي متعارف عليها ، ولذا فقد تعرضت لخروقات ، وتجاوزات قامت بها الأطراف الأقوى على حساب الأضعف من دون قدرة هذه الأخيرة على الرد.


2. ساعد وجود بعض المنظمات الإقليمية الدولية في تبني القانون الدولي عالمياً ، وتطبيق آلياته ، وتنفيذ أحكامه ، فشهد العالم ظهور مؤسسات دولية مثل؛


• محكمة العدل الدولية.

• مجلس الأمن الدولي.

• الجمعية العامة للأمم المتحدة.

• اتفاقية منع الجرائم ضد المتمتعين بحماية دولية عام 1973.

• اتفاقية قانون المعاهدات بين الدول والمنظمات واعتمدت عام 1986.

• اتفاقية قانون استخدام المجاري المائية لهدف غير ملاحي، واعتمدت عام 1997.


3. اتخذت القواعد الآمرة فيه مرتكز أساسي وهي تمثل القواعد القانونية الدولية السامية التي لايجوز الإتفاق على ما يخالفها ، وتطبق على جميع الدول ، مثل: مبدأ حظراستخدام القوة لذا أُنشِئت محكمة العدل الدولية عام 1946 بهدف تسوية النزاعات بين الدول والمنظمات ، ونظرت منذ تأسيسها في مئات القضايا حيث تهتم المحكمة بالخلافات الدولية المتعلقة بالشؤون الاقتصادية ، وحقوق المرور ، واستخدام القوة ، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول ، والعلاقات الدبلوماسية ، والرهائن ، وحق اللجوء ، والجنسية. وكان آخر قرارتها (ملاحقة نتنياهو كمجرم حرب مطلوب للإمتثال امام العداله).


4. أدارت عقارب الساعه القواعد السامية لقبضة أحادية للنظام العالمي الجديد بعد  هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية كقطب وحيد على العالم ، وتوجيه قرارات الأمم المتحدة بما يخدم مصالحها وتزايد دور الأمم المتحدة في حل النزاعات التي تُعارض فيها أمريكاما يتعارض مع السياسة الخارجية لها ، مما خلف ردود فعل قوية اتجاه هذا النظام وكان هذا بعد التحولات التي عرفها الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية منذ أواسط الثمانينيات إلى نهاية المواجهة بين المعسكرين وكان لانهيار الأنظمة الشيوعية الأخرى 1989م دور بظهور هذا النظام ، تمثلت مظاهره في ؛


• (الهيمنة العسكرية): بإقامة قواعد عسكرية في مناطق جديدة من العالم كالشرق  الاوسط البلقان وآسيا الوسطى، ومراقبة التسلح النووي بدول ككوريا الشمالية وإيران.

• (الهيمنة الاقتصادية): تمثلت في التحكم بمناطق النفط بالعالم، وتزايد حجم الاستثمارات الخارجية الأمريكية.

• (الهيمنة الإعلامية): على العالم بتقنيات جديدة إعلامياً وثقافياً.


5. وأخيراً

نرى اليوم تشكل واضح  لحكومة العالم الواحد التي تقودها (الصهيونية العالمية) التي اتخذت من أرض فلسطين المحتله قاعدة عسكريه للغرب في الشرق الأوسط ، نراها أمام أعيننا تتشكل اليوم في تحدي صارخ للقانون العام و الدولي لحقوق الإنسان ولشعارهم في التسامح بين الأديان وبدأ يظهر للعيان في حراك سريع على مداراليوم و الساعه خاصةً بعد طوفان الأقصى والمنعطفات الخطيره التي تبلورت أمام مرأى ومسمع العالم بعد حرب غزه ، لتكوين نظام اتفقت فيه المصالح المتنازعة على شرق أوسط  جديد خرج من نظام الوصاية ومقطورة التطبيع واتفاقات ابراهيم الى نظام استعماري عابر للحدود ضارب عرض الحائط بالمنظومه القانونية الدولية واتفاقيات ترسيم الحدود وسيادة الدول على ما تبقى لها من شؤونها الداخلية يقود ماسبق جميعاً القوة الجبرية لسياسة حافة الهاوية بالإرهاب المقنن دولياً تحت مظلة الأمم المتحده وحق النقض الفيتو الذي تحكمه حتى الساعه قوى الشيطان وفق مبادئها الجديدة التي يراد بها عبدة اللاهوت انطلاقاً من افتتاح اولمبياد باريس والعشاء الاخير لدخول العالم الواحد الذي سعت منظماتهم لتقنين وتجريم من يخرج علية للترحيب بالجميع في عالم الجندرية الإباحية المثلية و تشويه الطفوله وصولا للمليار الذهبي.

  

 خرق الكيان الصهيوني المحتل السيادة لمجموعه من الدول  خلال أسبوع واحد بعد عودة نتنياهومن جلسة حشد التأييد بالكونجرس الأمريكي الذي صفق لإجرامه بما يفوق عقارب الساعه للمجتمعين بهذا النتن المطالب به كمجرم حرب أمام العدل الدولية أحد المنظمات التابعه للأمم المتحده بعد الإبادة الجماعية بقطاع غزه عاد النتن من أمريكا عودة قائد العالم المنتصر ليبدأ بضرب اليمن سوريا ولبنان ثم العراق ومؤخراً اغتيال رئيس المكتب السياسي المفاوض الرسمي لتبادل الأسرى لحركة حماس إسماعيل هنيه في إيران سبق ذلك جملة من الإغتيالات سيطال شرارها كل من تسول له نفسه إعلاء إرادة الحق في الحياة الكريمة للشعوب في أوطانها.


رُسِمت اليوم مسارات متوترة للمنطقة تحت القوة المفرطه للإرهاب الأممي بدعم مطلق من الأمريكان لنظام قادم يكتنفه الغموض نظراً لما اتفق عليه الفرقاء الدوليين الروس والأمريكان الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن والأمم المتحدة بعد حرب أوكرانيا وهذا حراك أيضاً حُدد شكله ومضمونه بعد اجتماع  الكونجرس كأحد محركات النظام الجديد بقيادة  النتنياهو الذي وجه مسار المجلس لما تم بعده وكان آخر نتائجه صفقة تبادل السجناء بين الروس والأمريكان في 1/8/2024 ومن سبع دول أخرى في حلف النيتو حيث تمت أكبر صفقة لتبادل السجناء بعد الحرب البارده وذلك بمطار العاصمة التركية أنقره حيث لعبت فيها الاستخبارات التركية دورالوسيط 

  فما هي حيثيات وأبعاد الإتفاق السلمي القادم الذي وردت به تصريحات سابقة بين المتحاربين الروس والأوكرانين على طريق السلام وبين الاطراف الأعضاء بمجلس الامن في الصفقه وماوراءها فبعد تبدل المواقف نحنُ أمام تحول جذري لامكان لنا فيه الأمر الذي فتح لنا جملة أخرى من التساؤلات بين المتسالمين والوسطاء عن ماهو القادم للمنطقه بسطوة القوة وتبدل المواقف ومسلسل الاغتيالات العابر للحدود.


خلاصة القول اتفاقية الأمم المتحده لمكافحة الفساد تحتاج إلى اتفاقية اخرى لمكافحة فسادها الأممي في خرق قواعد العدالة وتنفذ أحكام القانون الدولي العام لحقوق الإنسان وتنص أحكام الماده ٤ من الاتفاقيه بشأن صون السيادة  على أن:

      

1- تؤدي الدول الأطراف التزاماتها بمقتضى هذه الاتفاقية على نحو  يتسق مع مبدأي تساوي الدول في السيادة وسلامة أراضيها ، ومع مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.


2- ليس في هذه الاتفاقية ما يبيح للدولة الطرف أن تقوم في إقليم دولة أخرى بممارسة الولاية القضائية وأداء الوظائف التي يناط أداؤها حصرا بسلطات تلك الدولة الأخرى بمقتضى قانونها الداخلي.


إلا أن الهوان الذي أصاب الوطن العربي أغرقه في بحر من الدماء فوق أرض محروقة وخيرات مسروقه وجعل منها دولٌ دون سيادة وشعوب دون قيادة هاهو السودان سلة الغذاء العالمي تتجاذبه تيارات استعمارية وميليشيات مسيسه لاجيوش منظمة يغرق في بحر من الظلمات.


هذا هو وضعنا كعرب بين صكوك الإذعان على سيادة الأوطان وما بين صفقات السلاح وقواعد الحماية والتسامح مع الأديان والتطبيع ونزع السيادة على فضائنا الإقليمي والوصاية المقننه على سياساتنا الخارجية ونظمنا الداخلية كما قال الشاعر؛


من دون صهيون بذتنا صهاينا

‏تكفر بالإسلام وتركّز كماينها

‏ 

‏الله يا الأنذال يقلع رمسكم عنا

‏اطماعكم عندنا بانت بواينها


صرخة مدوية نوجهها للأمتين العربية والإسلامية بان تسعى مع محيطها الإقليمي ومنظماته الإسلاميه العربية والخليجية وأطراف المعسكرين الشرقي والغربي في تكوين تحالفات دولية جديدة تطالب بمحاكمة مجرمي الحروب في المنطقة وإعادة الإعمار فيها. فالعالم اليوم بحاجة ماسة لحوكمة رشيدة تتضافر فيه جهود المنظومة الدولية من الشرقين الأقصى والأوسط والعالم الذي يدعي أنه متحضر وينعت من يخالفه بالبربريه والوحشية للقيام بإصلاحات جذرية للنظام العالمي الذي تقوده الأمم المتحده  ومؤسساتها المنحازة عن أهدافها وتقود فيه مع الكيان الصهيوني العالم إلى الهاويه نحو حرب عالمية ثالثة أن اشتعل فتيلها لن تبقي ولن تذر.


لذا على جميع الشعوب 

الراغبين بتجنب سطوة القوة والصراعات مستقبلا، التعاون لإصلاح منظومة الأمم المتحدة ، والسعي في تغيير هيكليتها، من أجل تعزيز منظومة العدالة والمساواة، والسعي بقوة نافذة لأن يكون للمسلمين تمثيلٌ عادلٌ فيها لدعم جهود السلام والأمن الدوليين لتجنيب الدول تفاقم صور الهيمنة للدول الخمس الكبرى لأن الأمم المتحدة ‏ما استحدثت إلا للإستعمار بعد أن صيغ مفهوما في نظام مجلس الأمن القائم على تحكُّم الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن المكونة من‏ (الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا). والتي تتمتع بحق النقض (الفيتو) ‏تجاه مصائر الشعوب والمنظومة الدولية العالمية 

وبوضعيتها القائمه ما هي إلا نظام يعمل بالمعايير المزدوجة تحت غطاء تطبيق القانون الدولي الذي ماهو إلا شكلٌ من أشكالِ الاستعمار الحديث الذي يدار بقوة ونفوذ تجار السلاح تحت ستار السلام العالمي .


نتطلع لتضامن عربي إسلامي ووقفة احتجاجية نحو ما دعا إليه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنيه إلى أن يكون 3 أغسطس يوماً وطنياً عالمياً لنصرة غزة وحراكاً متواصلاً حتى وقف حرب "الإبادة الجماعية" ضد الشعب الفلسطيني

  (فنحن قوم اعزنا الله بالإسلام واذا ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله).


مصاب الأُمة جلل وخطبها كبير بعد اغتيال القائد اسماعيل هنية فالشهيد ليس الأول في مقطورة الشهداء ولن يكون الأخير بالأمس وتحت حرية الرأي والتعبير أُغتيلت الكلمة فالشهيد رحمه الله كما قال الشاعر:


حمال ألوية هباط أودية 

شهاد اندية للجيش جرار 


اللهم صبراً اللهم جبراً وبشر الصابرين ، اللهم كسراً اللهم عسراً وساء مطر المنذرين.


وفي الختام

اللهم استجب لنا ماعجزت ألسنتنا عن قوله وماعجزت أقلامنا عن كتابته اللهم تقبل دعواتنا اللهم نستودعك ديننا وأوطاننا وأرواحنا ولاحول ولا قوة إلا بالله وإنّا لله وإنّا اليه راجعون ، اللهم صابرين اللهم محتسبين لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.


 



 فاطمة بنت راشد الخاطر 

         خبير في شؤون الاستراتيجيات والسياسات وحقوق المواطنة 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشورى بين الوطنية والمواطنة ،،،

المنظمات الأممية والتدخل في سيادة الدول ١-٢