مجلس التعاون الخليجي قضايا وشظايا

الثلاثاء ٥ يناير ٢٠٢١ 

مجلس التعاون الخليجي قضايا وشظايا


ثمة قضايا وشظايا تدور في قمة التساؤلات وغموض التحديات التي من أبرزها في أذهان الشعوب الخليجية وتطلعاتها نحو نتائجها قبل اجتماع ساستها؛
🔹الارتباكات السياسية والاهداف الكوشنرية في القمة الخليجية.
  • هل تؤدي المصالحة الخليجية في قمة العلا إلى خلق تفاهمات سياسية جديدة على مستوى الصراعات الإقليمية بين رباعي الأزمة الخليجية بعيدًا عن الصدامات الترامبية والإملاءات الكوشنرية ؟
  • وهل بمقدور الأطراف المتنازعة خليجياً الاتفاق لضبط إيقاع سياسات القطب الخليجي البينية مع السياسات الأمريكية بعيداً عن منظور الهيمنة بما يحقق المصالح المشتركة في استقرار المنطقة وحقوق شعوبها في المشاركة بتقرير المصير وضبط ميزان اقتصاديات الخليج المتدهورة وتحجيم السياسات الانتهازية للولايات المتحدة الأمريكية والدخول في ركب الدول المصنعة للثروة لا المستنزفة لها بتنويع مصادرها وتكامل سياساتها الاقتصادية المشتركة؟
  • وهل ستقف دول المجلس الأخرى غير المطبعة مع الكيان الغاصب حائلاً أمام تعميم الأطماع التطبيعية الاسرائيلية والصفقات القرنية الكوشنرية المصدرة من صميم العصبة الأممية التي يقودها ترامب والصهيونية العالمية وتعكسها التجاذبات العسكرية في المياه الإقليمية لدول المجلس مع الجمهورية الإيرانية والمشروعات النووية؟ 
🔹 الأمر الذي يؤسفنا أن التخلف الحضاري أصبح سمة لكل ماهو عربي في موازين الأمم وأن الغباء السياسي مرتبط بالثراء النفطي المحرك لأي علاقة إقليمية ودولية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الآخر دون أدنى ما يمكن وصفه بانه سياسات تحكمها المصالح المشتركة والمصير المشترك لشعوب المنطقة ...!
إن المتابع لعلاقة الخليج العربي مع الآخر الأمريكي يجدها أشبه ماتكون بالعهر الديمقراطي الذي تقوده تحولات الانتخابات الأمريكية وأجنداتها السياسية مع  المنظومة الدولية قدر ارتباطه بالدخول النفطية وحفظ أمن اسرائيل في المنطقة العربية ؟

🔴 نجد القضايا في الخليج العربي الممزق تتمحور حول جملة من القضايا:

أولاً: القضايا السياسية
🔹حيث نلمح أن التباطؤ السياسي الخليجي مستمر بعد أن شهد الخليج حقبة غير مسبوقة في الثلاث سنوات ونصف من العهر الديمقراطي والإستخفاف السياسي بمصائر الشعوب في الخليج العربي واستنزاف مقدراتها وتدمير اقتصاداتها وترهيب شعوبها تحت قوانين العقوبات الوطنية وبرامج الاعتدال والتسامح الأممية انتهاء بالتطبيع مع المؤسسة الصهيونية !

🔹 كما ستشهد المنطقة مرحلة  انتقالية  ترتبط باحتضار الحقبة الترامبية ومترادفاتها كمسلسل هوليودي مثير مدته ١٦ يوما سيستمر حتى ٢١ من يناير مضاعفا أزمة الأربع سنوات من الحوار السياسي إلى الإرتطام النووي بحاملات الطائرات في الخليج الذي هو مصدر النفط  والغاز والماء مصدر العيش والحياة لشعوب  المنطقة .

🔹 وثمة سؤالاً  آخر هل سيشهد الخليج تباطؤًا سياسيًا وتراجعًا في حدة الملفات المشتعلة إذا ما تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جون  بايدن مقاليد السلطة في واشنطن ولكن إلى متى سيستمر هذا الوضع المشوب بالحذر حسب خبرتنا بالأجندات الحزبية للسياسة الأمريكية التي يتوالى فيها العهر الديمقراطي الأمريكي تجاه المنطقة بعد عقد واحد من اكتشاف النفط في الخليج ؟

🔹 وسواءًا أكانت المصالحة الخليجية المرتقبة نتيجة لضغط أمريكي لحشد دول الخليج في مواجهة مع إيران، أو غير ذلك، أو بمساعي كويتية لرأب الصدع وأخرى عمانية في البيت الخليجي لتوحيد الجهود نحو العمل الخليجي المشترك بما يخدم المنطقة وتطلعات شعوبها لغدٍ أفضل .

إلا أن كلا المسعيين لن يكونا قادرين على تغيير موازين القوى في المنطقة أو ترميم العلاقات بين المحاور المتصارعة في الخليج ، وهو ما يحيل حلبة المصارعة إلى هدنة للمصالحة قد تتغير مع تغير مجريات الأحداث والظروف...
إلا في حالة واحدة هي إيمان القادة بأهمية التقاء الإرادتين الرئاسية والشعبية نحو إرادة الخليج وبقاء منظومته في مسيرة العمل المشترك ووحدة الهدف والمصير.

وثمة أسئلة أخرى تقودنا إليها الارتطامات السياسية 
  • ماهي الآليات والضمانات لبناء الثقة لهذه المصالحة الخليجية التي بدأت بالأزمة الخليجية مع عهد ترامب وستنتهي بولايته ؟
  • وهل ستكون القمة ٤١ فرصة جديدة لاختبار النوايا ومدى قابلية مختلف الأطراف للدخول في تسويات كبرى، أم أنها لم يحن وقتها بعد ومتى؟

ثانيا: القضايا العسكرية
🔹حيث يحتضن الخليج درع الجزيرة المعطل بين معسكري الحروب التي تدار بالوكالة وتتجاذبها وتتبادل فيها الأدوار في المنطقة  العربية لاعبين رئيسين الجمهورية الايرانية والولايات المتحدة الأمريكية .
🔹أهمية إدراك دول الخليج تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتحالفات الإقليمية التركية والإيرانية في محيطها الإقليمي بعيدا عن التنازعات المسيسة ضد الشرق الأوسط لحفظ التوازنات في العلاقات المتهالكة الناتجة عن تخبط السياسات الامريكية التي تقودها حاملات الطائرات مسرحا بين الثالوث الخطير في مياهنا الإقليمية بين أمريكا وإيران وإسرائيل منذ اكثر من ثلاثة عقود.

ثالثًا:القضايا الاقتصادية
🔹إن توحيد صف دول الخليج اقتصاديا لا يلوح في الأفق حيث حلّت الأزمة بالتزامن مع ضعف اقتصادات الخليج بعد انهيار أسعار النفط بين عاميّ ٢٠١٤ و ٢٠١٦. ثم جاءت جائحة كورونا وتداعياتها لتجبر صناع القرار في بعض الدول الخليجية على إيجاد ملاءات مالية سريعة بفرض الضرائب ، حيث أن الأعضاء الستة قبلها كانوا يخوضون منافسة اقتصادية غير تكاملية مع بعضهم البعض الناتجه عن عدم موائمة السياسات والمواقف التعاونية الموحدة قبل اندلاع الأزمة في عام ٢٠١٧، مما أدى إلى عرقلة برامج التكامل السياسي والاقتصادي الذي تأسس قبل أربعة عقود.

🔹كما قوّضت الأزمة الخليجية جاذبية اقتصادات الخليج بوصفها سوق خليجية مشتركة ،لأسباب تعود للمنافسات والمناكفات السياسية على سيادة القانون والمصالح التجارية والاقتصادية .
لكن الأسئلة التي تفرض نفسها حول مدى قدرة دول المجلس على مواجهة التحديات الاقتصادية التي تعتمد النفط المتأزم في ايراداتها بعد إتمام المصالحة، وتداعيات الأزمات الاقتصادية المتتابعة الناتجة عن تداعيات جائحة كورونا؟
وهل أصبح توحيد المواقف النفطية وتنويع مصادر الاقتصاد بآليات تنسيقية ضرورةً حتمية في مواجهة تكتلات المنظمات الأممية ؟

🔴 وفي دولة قطر مقولة اطلقها سمو الأمير (رب ضارة نافعه)
حيث خطت قطر بعد الحصار تجاه برامج الاستقلال الاقتصادي والإنتاج الوطني فأزمة الثلاث سنوات والنصف صقلت الاقتصاد القطري إذ تأسست ٤٧،٠٠٠ شركة منذ عام ٢٠١٧- وعززت هوية المنتج الوطني في المجتمع المحلي. كما عززت قطر سيادتها، وفتحت خطوط التجارة الجديدة مع عدّة بلدان بينها تركيا وإيران.
وكذلك البنية التحتية بدولة قطر وملاعبها ومنظومتها السياحية أحد أهم المكاسب الاقتصادية استعدادًا لاستضافة قطر لكأس العالم ٢٠٢٢ لتكون قبلة جذب للاستثمارات والمشروعات السياحية بملاذاتها الآمنه.

رابعًا : القضايا اللوجستية
التحديات اللوجستية في الأزمة الخليجية حيث ثبت أن أزمة مجلس التعاون الخليجي تمثل تحدياً لوجيستياً قبل التطبيع فماذا سيكون مآلها بعد التطبيع أمام آلاف الشركات التي تدير أعمالها بأرجاء المنطقة الخليجية ، وتدير أصولاً مادية عبر الحدود من مقارّها الرئيسية في الجوار الخليجي؟

خامسا: القضايا الاجتماعية
الوعي الجمعي في المجتمع الخليجي لدى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي اليوم في أحسن أحواله، إذ يدرك فيه المواطنون الخليجيون من يتصدر المشهد الخليجي ومن يوجه بوصلته ومن يخلق ازماته وماذا يراد به وإلى أين يريدون أن ترتطم سفينته؟

كما تدرك الشعوب الخليجية ايضاً حجم الكوارث السياسية والأمنية والإعلامية التي تقوم بها بعض الأنظمة الخليجية، ولعل أصعبها وطأةً على نفوسهم الشرخ الاجتماعي الذي أحدثته الأزمة الخليجية بعد حصار دولة قطر في الخامس من يونيو عام ٢٠١٧ داخل المجتمعات الخليجية ، حيث استخدمت خلاله عدة أساليب منظمة للهدم الاجتماعي المقصود والمنشود التي يقودها الإعلام المصنوع والمأجور والحسابات المزيفة والموجهة وزمرة أخرى من الحاقدين على الخليج وأبناؤه الطامعين في ثرواته حيث نرى حملات منظمة بوسائل التواصل الاجتماعي ولاتزال مستمرة ونستعرضها من ليلة الأمس حتى ساعتنا هذه والتي يمتد تطاولها على رموز السلطة وقيادات الخليج ومواطنيها ولم يسلم من تراشقها حتى الموتى في قبورهم .

🔴 فتح الحدود
وفي الرابع من يناير ٢٠٢١ تم الاتفاق على فتح كامل للحدود البرية والبحرية والجوية بين قطر والسعودية اعتباراً من مساء يوم الاثنين عشية اليوم الذي يسبق قمة العلا ليعلن بعد رفع الحصار عن ترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفد دولة قطر إلى قمة العلا المقرر لها يوم ٥ يناير ٢٠٢١ مستهدفا وحدة الصف ولم شمل وجمع الكلمة ومتجردًا للهدف الأسمى للحفاظ على ما بقي من العلاقات الأخوية بين شعوب المنطقة .

🔴 فتحت المعابر
وبعد ثلاث سنوات ونصف فتحت المعابر من أبو سمرة بعد الاتفاق على فتح جميع الحدود بين قطر والسعودية
فهل ستفتح القلوب قبل الحدود ؟
في قمة يحضرها قمة هل سيغيب عنها المطبعين والمتنفعين والمرجفين؟
انها قمة التحالفات والتناقضات وحفظ التوازنات.

فماذا نتوقع ونتطلع كشعوب من ميثاق العلا ؟
إنها قمة تتطلع فيها الشعوب الخليجية اليوم إلى حلول جذرية بعيدًا عن المراهقات السياسية والتبعية الأممية حلول تحفظ التوازنات في المنطقة وتطلعات شعوبها ولحمة الدم والنسب في مجلس التعاون الخليجي.

ولسان حالنا كشعوب يقول
‏اللهم إننا نستودعك ساعة قادمة لا نعلم خفاياها ‏ولكننا نعلم أنك سبحانك خير مدبر‏ وخير من أوُدعت عنده الودائع.



فاطمة بنت راشد الخاطر

خبير في شؤون الاستراتيجيات والسياسات وحقوق المواطنة



تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنظمات الأممية والتدخل في سيادة الدول ١-٢

وقفة متأنية بين حقوق العمّال وحقوق أصحاب العمل

الحالمون واليوم الوطني